وأفادت
وكالة الأنباء القرآنية الدولية (إكنا)، يُعتبر حفظ القرآن الكريم من أجل الأعمال التي يتقرب يها المسلم إلى الله تعالى، فيما يحظى حفاظ كتاب الله في المجتمعات الإسلامية بمكانة سامية ومنزلة مرموقة. وعلى مدار السنوات الأخيرة زاد الإقبال على مراكز تعليم وتحفيظ القرآن الكريم في البلاد والتي تنتشر بصورة كبيرة في مختلف أحياء مدينة جيبوتي، بالإضافة إلى مجمل الأقاليم الداخلية الخمسة. وتنهض مراكز التحفيظ والتي يُشرف عليها المجلس الأعلى الإسلامي التابع لوزارة الشئون الإسلامية والثقافة والأوقاف بدور كبير في إعداد وتأهيل حفظة كتاب الله وتربية الأطفال الصغار تربية سليمة.
ويعتبر مركز "دار المؤمنات" لتعليم القرآن الكريم وقراءته وتجويده، الواقع في الحي السادس بالعاصمة من أهم مراكز التحفيظ التي تُعنى بالدرجة الأولى بخدمة كتاب الله تعالى.
ويعود تأسيس مركز دار المؤمنات لتعليم القرآن إلى العام 2009، وهو يضم اليوم بفروعه الستة الكائنة في مدينة جيبوتي وضاحية "بلبلا"، إضافة إلى "ويعا" و"عرتا" أكثر من 650 طالباً وطالبةً من مختلف الفئات العمرية. فيما يصل عدد المعلمين إلى 27 معلما ومعلمة.
ويؤكد مؤسس المركز الشيخ أحمد ياسين أنه يوجد هنالك إقبال لافت من قبل الأهالي على تعلم وحفظ القرآن الكريم، وإن الكبار يهتمون بهذا الأمر على غرار الأطفال الصغار ، موضحاً أن المركز لم يعد قادراً على استيعاب الأعداد الهائلة من الراغبين في تعلم وحفظ كتاب الله.
وأشار إلى أن تجاوز العقبات التي كانت تحول دون تحقيق الأهداف السامية التي أنشئ مركز دار المؤمنات لتعليم القرآن الكريم وقراءته وتجويده، مشدداً على الحرص على المضي قدماً في هذه المسيرة المباركة في سبيل خدمة القرآن الكريم وتعزيز النشاط القرآني في البلاد، وإنشاء جيل يلم بكتاب الله تعالى حفظاً وتلاوة.
وفي معرض حديثه عن حصيلة جهود السنوات الماضية، أوضح الشيخ أحمد ياسين أن المركز الذي يستهدف تعليم وتحفيظ القرآن الكريم ولاسيما للصغار قام بتخريج نحو 115 حافظاً وحافظةً، ولفت إلى أن البعض منهم شاركوا في مسابقات محلية وإقليمية وفازوا بمراتب متقدمة، مشيراً إلى أنهم التزموا منذ افتتاح المركز باختيار مجموعة من المحفظين والمحفظات من ذوي الكفاءة والخبرة في تحفيظ القرآن الكريم، لإنجاح رسالة المركز.
وذكر مؤسس المركز إلى الأهمية الكبرى التي تكتسيها مراكز تحفيظ القرآن الكريم، داعياً أولياء الأمور إلى إرسال أبنائهم إلى هذه المراكز لتنشئتهم على تعلم وحفظ القرآن الكريم.
وقال إن الطلاب الذين يبدؤون مشوارهم التعليمي بتعلم وحفظ القرآن الكريم يمتازون عن غيرهم فيما يتعلق بالتمسك بالآداب والأخلاق الحميدة، فضلاً عن التفوق في التحصيل الدراسي، معبرا عن ارتياحه الشديد للحاضر الزاهر للمركز وتطلعه لمستقبل واعد.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز دار المؤمنات يولي رعـاية خاصة للمتميزين من الناشئة من خلال الاهتــمام بهم وتوجيههم نحو استثمار أوقات الفـراغ في حــفظ القرآن الكريم.
وإلى جانب تعلم وحفظ القرآن الكريم يتلقى منتسبو هذا المركز أيضا دُروساً في علوم القرآن وقواعد تِلاوته والأحاديث النبوية الشريفة والآداب الإسلامية خصوصا عقب الانتهاء من حفظ القرآن الكريم كاملاً.
مركز أم القرآن...جهود متواصلة رغم التحديات
ويعد مركز "أم القرآن" لحفظ القرآن الكريم وتدريس السنة النبوية الشريفة والواقع في حي شيخ موسى في بلبلا هو الآخر من المراكز الهامة التي تُعنى بتعليم وحفظ القرآن، ويقدر عدد منتسبيه بفروعه الثلاثة بحوالي 240 من بينهم 90 طالبة.
ووفقاً لمدير المركز الشيخ مهد آدم طاهر، تخرج من هذا الصرح العلمي منذ إنشائه عام 2013 كوكبة نيرة من حفظة كتاب الله يصل عددهم إلى 36 حافظا وحافظة فيما يقدر عدد المعلمين 7 معلمين.
ويؤكد أن تعلم وحفظ القرآن الكريم شهد إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين في بلبلا، ولاسيما طلاب المدارس الحكومية الراغبين في حفظ القرآن الكريم في غضون ثلاث سنوات فقط.
وفي معرض حديثه عن أهم أهداف المركز، أوضح الشيخ مهد أدم طاهر أن تعليم وتحفيظ القرآن الكريم للناشئة باتباع أيسر الطرق وأسهلها، يتصدر تلك الأهداف، بالإضافة إلى تخريج كوكبة من الحفظة من الفتية والفتيات، تسند إليهم فيما بعد مهمة تعليم أقرانهم، فضلا عن إمامة المساجد ولاسيما في صلاتي التراويح والقيام.
ويتطلع المركز إلى دعم أهل الخير والإحسان وأصحاب الأيادي البيضاء سواء في الداخل والخارج، ما من شأنه توفير الظروف الملائمة للراغبين في تعلم وحفظ كتاب الله تعالى.
فرصة ثمينة لإبراز مواهب الشباب
وعقب توليه مقاليد السلطة عام 1999، بادر رئيس الجمهورية السيد إسماعيل عمر جيله إلى إطلاق المسابقة الإقليمية لحفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده والتي تقيمها وزارة الشئون الإسلامية والثقافة والأوقاف خلال شهر رمضان المبارك من كل عام.
وتشكل هذه المسابقة التي يتولى رئيس الجمهورية شخصياً تكريم الفائزين الأوائل فيها فرصة ثمينة لإبراز مواهب الشباب وحشد طاقاتهم وشحذ هممهم في الحفظ والتجويد، كما تعكس أيضاً مكانة جيبوتي وسعيها الدائم لتكون حاضرة على المستوى الإقليمي ومركز إشعاع وواحة للسلام.
المصدر:
alqarn